02-يناير-2023
خوسيه مانويل ألباريس

خوسيه مانويل ألباريس، وزير خارجية إسبانيا (الصورة: الإسبانيول)

فريق التحرير – الترا جزائر

قال وزير الخارجية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس، إنّ الوساطة الأوروبية بشأن الأزمة مع الجزائر قائمة من أجل طي الخلافات، مؤكدًا بأنه "لا تزال هناك عمليات تجارية محجوبة".

ألباريس: المبادلات التجارية بين البلدين لا تزال مجمّدة والجزائر مورد موثوق في مجال تصدير الغاز

وأوضح وزير الخارجية الإسباني في حوار له مع وكالة الأنباء الإسبانية، أنّ "هناك اتصالات بين السلطات الأوروبية (الاتحاد الأوروبي) والجزائرية"، من أجل الوصول إلى حلّ لإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت على خلفية تغيير مدريد لموقفها بشأن قضية الصحراء، وهو ما اعتبرته الجزائر، وقتها، "غير مقبول أخلاقيًا وتاريخيًا".

وتابع: "الاتحاد الأوروبي يملك أدوات الحوار والاستجابة لمتابعة الملف مع الجزائر"، مشيرًا إلى أنّ "إسبانيا تريد علاقة مثل تلك التي تربطها بجيرانها الآخرين".

وبلغة الاستجداء، لفت المسؤول الإسباني إلى أنّ "الحكومة تتمسك بيدها الممدودة مع الجزائر"، بما يمكنه إعادة توجيه العلاقات في ضوء الصداقة بين الشعبين، حسبه.

وأشار إلى أنّ "إسبانيا تريد علاقة تقوم على الاحترام المتبادل، والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتلك التي تسترشد بالصداقة".

وعن قرار الجزائر تعليق التعاملات التجارية مع مدريد، كشف ألباريس أنّه "لا تزال هناك عمليات تجارية محجوبة بين البلدين، عقب قرار الجزائر تعليق معاهدة الصداقة في حزيران/جوان 2022."

وقال الوزير الذي سافر على الفور إلى بروكسل بعد قرار الجزائر تجميد المعاملات التجارية، إن "إسبانيا لم تفعل أي شيء لعرقلة هذه العمليات التجارية"، مردفًا: "في كل مرة نكتشف فيها عملية محظورة، نواصل إرسالها إلى المفوضية الأوروبية لأن السياسة التجارية هي سياسة تجارية مشتركة".

وأعرب عن أمله في أن "تستأنف التجارة في أسرع وقت ممكن" لأنها "تعود بالنفع على الطرفين"، مشدّدًا على أنه "يمكن إعادة توجيه الوضع من خلال الحوار".

ووفق وزير خارجية إسبانيا فإنّه "يتعين على بروكسل (الاتحاد الأوروبي) وليس الحكومة أن تتصرف لأنه لديها الأدوات لذلك"، في إشارة إلى استعمال ورقة الاتحاد الأوروبي لاستعادة العلاقات بين البلدين بعد فشل كل المساعي.

وعن عقود الطاقة التي تربط الجزائر بإسبانيا، أكد خوسي مانويل ألباريس، أنّ "الجزائر مورد موثوق تحترم دائمًا عقودها الدولية فيما يتعلق بالغاز، وقد تجلى ذلك بعد اندلاع الأزمة الدبلوماسية في آذار/مارس الماضي."

وتشهد العلاقات الجزائرية الإسبانية توترًا في الفترة الأخيرة، على خلفية موقف الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز، الذي أعلن "دعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء"، وهو ما انجر عنه تعليق الجزائر فورًا معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها الجزائر في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2002 مع مملكة إسبانيا والتي قامت حتى الآن بتأطير تنمية العلاقات بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين، تبدي الجزائر تمسكًا بموقفها رغم الرسالة التي أطلقها بيدرو سانشيز في آب/أوت الماضي، وأعرب فيها عن رغبته في زيارة الجزائر، لمناقشة الأزمة السياسية والدبلوماسية.