16-فبراير-2024

عملية للجيش الجزائري مكّنت من توقيف إرهابيين (صورة: فيسبوك)

شدّد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، عمار بن جامع على ضرورة وجود تعاون دولي للتغلب على المنظمات الإرهابية، مُحذّرا من عودة التنظيم المعروف باسم "داعش" إلى النشاط بعد تراجعه.

بن جامع: على الرغم من أن قدرة "داعش" على تنفيذ هجمات خارج معاقله تبدو قد تراجعت، غير أنه يمكن لهذه الجماعة أن تعاود الظهور بسهولة في العراق وسوريا

وقال بن جامع في مداخلة له خلال اجتماع لمجلس الأمن للأمم المتحدة حول "التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان بسبب الأعمال الإرهابية"، إنه "للقضاء على جماعات مثل "داعش" فنحن بحاجة إلى تعاون دولي".

لذلك، أبرز أن "التعاون مع الحكومات والمجموعات الإقليمية والمنظمات الأممية لمكافحة الإرهاب أمر جد مهم".

وفي تحذيره من ظاهرة الإرهاب، استند الممثل الدائم للجزائر على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول داعش، والذي اعتبره "مقلقًا جدًا".

 وأشار إلى أن هذا التنظيم الإرهابي وحلفائه "لا زالوا يشكلون تهديدا خطيرا خاصة في مناطق النزاع".

وتابع يقول "على الرغم من أن قدرة "داعش" على تنفيذ هجمات خارج معاقله تبدو قد تراجعت، غير أنه يمكن لهذه الجماعة أن تعاود الظهور بسهولة في العراق وسوريا إذا ما قللنا من جهودنا لمواجهتها"، مضيفا أن "الجماعات المنضوية تحت لواء "داعش" تتطور في أفريقيا مستغلة النزاعات القائمة".

وكان تقرير لمعهد "أمريكان إنتربرايز"، قد ذكر في آب/أوت 2022، أن تنظيم "داعش" فشل في ترسيخ موطئ قدم له بالجزائر، وذلك بفضل العمل الأمني الاستباقي والرفض الشعبي الواسع للفكر المتطرف.

وأبرز التقرير  أنه رغم الخطر الداهم لتوسع حركة الإرهابيين في المنطقة إلا أن "دولًا أفريقية، على غرار الجزائر وتنزانيا، نجحت في احتواء تهديد الجماعات الإرهابية التي لا تزال تشكل مصدر خطر عند جيرانها".

من جانب أخر، شدّد الدبلوماسي الجزائري بشكل خاص "على ضرورة الإدراك بكون الإرهاب يتطور في المناطق التي تشهد غياب الاستقرار والعدالة" مضيفا أن "فعالية الاستراتيجيات طويلة المدى في مكافحة الإرهاب تستوجب معالجة هذه الأسباب العميقة".

وأردف: "لا يمكننا مكافحة الإرهاب بالقوة العسكرية فقط بل يجب علينا أن نعطي الأولوية لتعزيز السلام والدبلوماسية والتنمية لحل الصراعات التي تسمح لهذه الجماعات بالتموقع".

ويرى بن جامع أن هناك أسبابا جذرية لظاهرة الإرهاب، لاسيما نقص التنمية والفقر والنزاعات الإقليمية التي لم تتم تسويتها، والي لا تزال تهيء مناخا خصبا لتفشي الإرهاب".

وهكذا، يتابع فإن "التسويات السياسية والاستثمارات في مجال التعليم والشغل والحوكمة الرشيدة تبقى أمورا ضرورية لمحاربة الظاهرة"، قبل أن يختتم بالتأكيد على "دعم الجهود التي تساعد على تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالنسبة للدول الضعيفة، ومواصلة الجهود الرامية إلى تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لمنظمة الأمم المتحدة".