24-يناير-2024
طفل

(الصورة: فيسبوك)

يتعرّض الأطفال في فصل الشتاء إلى نزلات برد وزكام وإنفلونزا قوية، نتيجة انخفاض درجات الحرارة والتعرض لمختلف الفيروسات، وتعتبر الحمى هي العرض الأول عند المرض، وهذا العرض مقلق جدًا للأولياء ويجعلهم في حيرة من أمرهم.

الحمى تقتل البكتيريا والفيروسات وتحفّز خلايا الدم البيضاء ناهيك عن أضرار سلبية أخرى تخلّفها على جسم الطفل

وتُعد الحمى رد فعل طبيعي للجسم على العدوى،  فعندما يصاب الجسم بالميكروب يقوم الجهاز المناعي بإطلاق مواد كيميائية تسمى السيتوكينات التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم.

ويعتقد العلماء أن الحمى لها عدة فوائد  مثل  قتل البكتيريا والفيروسات التي  تنمو بشكل أفضل في درجات الحرارة المعتدلة، وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم تصبح هذه الكائنات الحية الدقيقة أقل قدرة على التكاثر والانتشار.

كما تحفز الحمى خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، مما يساعد الجسم على محاربة العدوى بشكل أكثر فعالية، بالإضافة الى تحسين الاستجابة المناعية.

الطريقة الصحيحة لقياس الحمى بجهاز الترمومتر

يتعمد القياس الصحيح لدرجة حرارة الطفل المريض على النوعية الجيدة للترمومتر والطريقة الصحيحة لاستعماله، وينصح الأطباء باستعمال جهاز قياس الكتروني  وليس الزئبقي كي لا يحدث تسمم في حال تكسره، والتأكد من فعالية بطاريته، والقياس في المكان المناسب حسب سن الطفل، من الولادة حتى سن السنتين يفصل استعماله عن طريق الشرج، وحتى سن الخمس السنوات عن طريق الإبط أو الأذن بإضافة نصف درجة، فوق سن الخمس سنوات عن طريق الفم.

يعتبر ارتفاع درجة آمنا حتى 38.5 ويمكن تخفيضها بالوسائل الفيزيائية، أما إذا أظهر الجهاز درجة حرارة أعلى فيجب استشارة الطبيب واتباع الوصفة الطبية، ويعتبر الأمر خطيرا عندما تكون درجة الحرارة أكثر من 40 درجة وقد يستدعي الأمر المكوث في المستشفى عدة أيام.

استعمال الوسائل الفيزيائية

إذا كانت درجة حرارة جسم الطفل أقل من 38.5 يمكن تخفيضها باستعمال الوسائل الفيزيائية دون اللجوء إلى شراب أو تحاميل البراسيتامول، والتي تتمثل في تخفيف ملابس الطفل بإنقاص قطعة واحدة، واستعمال كمادات المياه الفاترة تحت إبط الطفل وفوق رقبته وبين فخذيه، الحرص على شرب الماء على فترات لأنه يساعد على تخفيض الحرارة، بالإضافة إلى جعل درجة حرارة الغرفة متوسطة. غالبًا ما تساعد هذه الخطوات في تخفيض حرارة الجسم، ولكن إذا استمرت في الارتفاع فينصح اخذه إلى المستشفى.

التطبيب الذاتي  واحترام وصفة الطبيب  

في حالة الحمى التي تفوق 38.5، ينصح الأطباء بأخذ البراسيتامول على شكل  الشراب أو التحاميل مع الاحترام الصارم للجرعة حسب وزن الطفل و المدة بين الجرعتين والتي تكون ست ساعات غالبا، لأن زيادة الجرعة أو التقارب بين الجرعتين لا يوفر فعالية أكثر للدواء وإنما يجعل الطفل عرضة للتسمم بها بالإضافة الى مضاعفات خطيرة على الكبد مستقبلا.

كما يؤكد الخبراء على تفادي مضادات التهاب مثل الأسبرين قبل تشخيص السبب الرئيسي للحمى لتفادي مضاعفاته على صحة الطفل، وتجنب أخذ مضادات حيوية بدون استشارة طبية تؤكد ضرورة تناولها حتى لا تحدث ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية عند الطفل ويستفيد من العلاج الفعال بها في وقت لاحق.

العادات التقليدية الخاطئة لخفض الحمى

هناك عادات خاطئة يستعملها الأولياء لخفض الحمى منها استخدام الكمادات الباردة،  والتي تسبب الالتهابات الرئوية في حالة وضعها على الصدر أو البطن، نتيجة لامتصاص الجسم للبرودة وحدوث صدمة حرارية، واستعمال الخل على جسم الطفل الذي يعاني من الحمى هو أمر شائع وخطيرٌ جدًا ويسبب تسمم نتيجة امتصاصه.

أهمية الترطيب في خفض الحمى عند الأطفال

شرب السوائل لخفض الحمى هو علاج منزلي شائع وفعال، عندما يكون الطفل  مصابًا بالحمى يميل الجسم إلى فقدان السوائل بشكل أسرع من المعتاد، مما قد يؤدي إلى الجفاف الذي يجعل الحمى أسوأ، لأنه يصعب على الجسم تنظيم درجة حرارته.

ويساعد شرب السوائل على تعويض السوائل المفقودة ومنع الجفاف، ويساعد أيضًا على تقليل درجة حرارة الجسم عن طريق مساعدة الجسم على التعرق.

وينصح بشرب الكثير من السوائل، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من القيء أو الإسهال. وبعض السوائل الجيدة التي يمكن تناولها لخفض الحمى تتمثل في الماء، والعصائر الطبيعية بدون إضافة السكر، وحساء الخضر والدجاج، وأما بالنسبة للرضع أقل من ست أشهر فيكتفي بالحليب الطبيعي أو الصناعي.