15-سبتمبر-2024
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك)

يجمع خبراء الاقتصاد على أن انضمام الجزائر إلى بنك "بريكس" مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، لا يعني التحاقها رسميًا بمجموعة "بريكس".

أحمد الحيدوس لـ "الترا جزائر": انضمام الجزائر لمجموعة "بريكس" سيوسع قائمة خياراتها المالية والاقتصادية ويمنحها بدائل جديدة تحررها من أي احتكار لأي جهة كانت.

إلا أن المعطيات المتوفرة لا تنفي حسبهم أن يكون ولوجهًا رسميًا هذه المجموعة للدول الناشئة خلال اجتماع "بريكس" بروسيا المرتقب بتاريخ 16 أكتوبرتشرين الأول المقبل.

ويعدد هؤلاء الخبراء مزايا الالتحاق ببنك "بريكس"، والذي سيتيح حسبهم، مصادر تمويل جديدة ومتنوعة للمشاريع الجزائرية، وأرباح وعائدات على المساهمة المدرجة والعديد من المزايا الأخرى.

مزايا للطرفين

أكد الخبير الاقتصادي مراد كواشي أن انضمام الجزائر إلى بنك مجموعة "البريكس" يُعتبر خطوة إيجابية تحمل العديد من الفوائد والمزايا التي من شأنها تعزيز الاقتصاد الوطني وتوسيع آفاق التعاون الدولي مع مختلف المنظمات والمؤسسات العالمية.

وأوضح كواشي، في تصريح لـ "الترا الجزائر"، أن هذه الخطوة تمثل فرصة هامة لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية للجزائر، التي ترتكز على سياسة عدم الانحياز وتنويع الشراكات مع جميع الدول، على غرار إيطاليا وقطر والعديد من الدول الغربية.

وأشار  كواشي إلى أن الجزائر تربطها علاقات مميزة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى بنك التنمية الذي يُعد الذراع المالي لمجموعة "البريكس"، لذلك، فإن تنويع العلاقات وتأسيس شراكات جديدة يعزز من مكانة الجزائر كدولة تتبنى سياسة عدم الانحياز الاقتصادي لأي جهة، مما يساهم في تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن انضمام الجزائر إلى بنك "البريكس" سيساهم في المستقبل في تعزيز الاستثمارات الأجنبية، وتنويع مصادر التمويل، ودعم التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الجزائر ساهمت بمبلغ مالي في هذا البنك، ما سيمكنها من جني فوائد دورية من هذه المشاركة.

كما أن بنك "البريكس" حسب كواشي يوفر منصة مالية دولية قوية، تتيح للجزائر الاستفادة من تجارب الدول الأعضاء وتطوير شراكات اقتصادية أوسع على المستوى العالمي.

ليضيف في هذا الشأن "انضمام الجزائر إلى بنك "البريكس" لن يكون مفيدًا للجزائر وحدها، بل ستستفيد المؤسسة المالية نفسها من وجود الجزائر كمساهم وعضو" ، فالجزائر  يقول محدثنا تُعتبر من أكبر الدول الإفريقية وأحد أهم الدول المصدرة للغاز في العالم.

وأشار كواشي إلى أن بنك "البريكس" يسعى ليكون بديلًا في إطار نظام مالي جديد، ليوازي دور كل من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي قائلا " من المحتمل أن نرى في المستقبل عملة "البريكس" التي قد تشكل ضغطًا على الدولار الأميركي" ، لذلك، لا يمكن القول بأن الجزائر هي المستفيد الوحيد من هذا الانضمام.

 تمويل مشاريع البنية التحتية

من جهته أكد الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي أن انضمام الجزائر إلى بنك "البريكس" يعد خطوة هامة لتمويل مشاريع البنى التحتية الكبرى في البلاد، حيث سيوفر البنك مصادر تمويل جديدة تساهم في تسريع تنفيذ المشاريع الإستراتيجية ومنحها دفعة قوية.

وأوضح الحيدوسي، في تصريح لـ "الترا جزائر"، أن انضمام الجزائر إلى هذا البنك يمثل أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية، حيث سيتيح للجزائر توسيع خياراتها المالية والاقتصادية، ويمنحها بدائل جديدة تحررها من أي احتكار لأي جهة كانت.

وأضاف الحيدوسي أن بنك "البريكس" هو الذراع المالي للمجموعة الاقتصادية والسياسية "البريكس"، مما يمكن الجزائر من الاستفادة مستقبلاً في تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى، خاصة وان بلادنا اليوم تشهد ورشة مفتوحة لمختلف المشاريع، مثل مشروع السكة الحديدية الممتد لأكثر من 12 ألف و500 كيلومتر.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الجزائر يمكن أن تستفيد من تمويل هذا البنك في مجالات عدة، مثل بناء الموانئ، شبكة الطرق السريعة، محطات تحلية مياه البحر، والسدود الكبرى، فكلها  مشاريع ضخمة تحتاج إلى تمويل لا سيما إذا كان التمويل منخفض التكلفة يقول الحيدوسي وبعيداً عن أي ضغوط سياسية، حيث أن بنك "البريكس" لا يمارس سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن انضمام الجزائر إلى هذا البنك سيساعد الشركات الوطنية والمستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين على الدخول في استثمارات خاصة داخل الوطن وخارجه، خاصة في إفريقيا، حيث يمكن للبنك المساهمة في تمويل مشاريع البنى التحتية في تلك المناطق.

وأشار الحيدوسي إلى أن "الجزائر حققت مكاسب كبيرة في هذا المجال، ويمكنها الاستفادة من بنك "البريكس" لتقديم مشاريع في الدول الإفريقية، ما سيحقق لها مكاسب مالية، إلى جانب اكتساب الخبرة والتجربة".

 على بعد خطوة من "البريكس"

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمان هادف أن انضمام الجزائر إلى بنك "البريكس" سيمهد الطريق أمامها نحو العضوية الكاملة في مجموعة "البريكس"، التي تستعد لعقد قمتها الـ16 في أكتوبر المقبل بروسيا.

وأوضح هادف أن لهذا الانضمام بُعدين أساسيين، الأول اقتصادي محض، حيث سيتيح للجزائر الاستفادة من هذه المنظومة الاقتصادية في تمويل المشاريع والاستثمارات، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من مسار تنموي وديناميكية جديدة تنبأ بتحول اقتصادي كبير، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش مرحلة مهمة من التطور، وانضمامها إلى بنك "البريكس" سيوفر مصادر تمويل بديلة تساعد على تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية ودعم الاستثمارات الكبرى.

أما البُعد الثاني فهو الجيوسياسي، حيث يعتبر هادف أن انضمام الجزائر إلى هذا البنك يعزز من دورها في الساحة الدولية، خاصة في ظل الأزمات والتحولات العالمية المتسارعة، مشيرا إلى أن هذا الانضمام سيساعد الجزائر في لعب دور أكثر فاعلية في صياغة المنظومة العالمية الجديدة، من خلال توسيع علاقاتها وتنويع شراكاتها، والمساهمة في تشكيل نظام اقتصادي أكثر توازنا وعدالة.

مراد كواشي لـ "الترا جزائر": انضمام الجزائر إلى بنك "البريكس" سيساهم في المستقبل في تعزيز الاستثمارات الأجنبية

ويشدد هادف على أن الانضمام الى بنك "البريكس" سيفتح أمام الجزائر آفاقًا أوسع للتعاون مع دول "البريكس"، مما سيسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد.