مسيرة حافلة على الخشبة لأكثر من 30 عاما، مخرج ومصمم عروض وممثل تقمص عديد الأدوار في عدّة مسرحيات مواضيعها مختلفة ورغم ذلك شهرته لم تخرج من حدود الوسط الفنّي، إلى أن جاءت "البطحة" التي أنصفته وأعادت له الاعتبار وجعلته محبوب الجزائريين.
عمّي برنو، اللقب "الحديث" الذي ارتبط بالممثل المسرحي والتلفزيوني ربيع وجاوت بعد أدائه المذهل دراميا وكوميديا في "البطحة 1 و2"، فصار على كل الألسن وحديث الشارع الجزائري
عن الممثل ربيع وجاوت نتحدث، أو كما يحلو للجمهور الجزائري تسميته بـ"عمّي برنو" نسبة إلى شخصيته في سلسلة "البطحة" في جزأيها الأوّل والثاني، وهو العمل الذي يقوم بإخراجه وليد بوشباح لموسمين على التوالي (رمضان 2023 ورمضان 2024)، ويؤديه ثلة من الممثلين يتقدمهم نبيل عسلي، ونسيم حدوش، ياسمين عبد المؤمن، نجية لعراف، محمد بن داود.
شخصية "برنو"
عمّي برنو، اللقب "الحديث" الذي ارتبط بالممثل المسرحي والتلفزيوني ربيع وجاوت بعد أدائه المذهل دراميا وكوميديا في "البطحة 1 و2"، فصار على كل الألسن وحديث الشارع الجزائري، حتّى أنّ جمله في هذا المسلسل صارت تكرر وتتداول بين الناس، نظير إبداعه الباذخ أمام الكاميرا بكل عفوية وبساطة وهدوء و"ارتجال" أحيانا لم يخرج عن إطار النص المرسوم في "البطحة"، بالرغم من أنّ مشوار أوجاوت الفني يمتد لسنوات طويلة خاصة على الركح، أين قدّم أعمالا كثيرة في الكوميديا مع مخرجين كبار.
ربيع وجاوت ابن مدينة الشلف غربي الجزائر، عضو حالي بتعاونية "أصدقاء الفن" لولاية الشلف، يعدّ أيقونة في المسرح الجزائري، صال وجال في مسارح البلاد، قال عن لحظة اعتلائه الخشبة أول مرّة في برنامج تلفزيوني بث قبل سنة على قناة "الشروق":"أمّي هي من دعمتني لأكون ممثلا مسرحيا، أتذكر لحظة صعودي الخشبة لأوّل مرّة ذرفت الدموع، العائلة بشكل عام هي من وقفت إلى جانب بدايات تمثيلي على الخشبة."
ومنذ تلك اللحظة الفارقة في حياته، صار "عمي برنو" رقما صعبا في الإنتاجات المسرحية في الجزائر، فتوج مسيرته الممتدة لثلاثة عقود بأعمال مسرحية مهمة وآخرها مشاركته في دور"الجنرال" في مسرحية "خاطيني" مع المخرج أحمد رزاق، التي قدمها عدّة عروض لها عبر المسارح الجهوية، إضافة إلى مسرحية "البونكي" (إنتاج المسرح الوطني الجزائري2023) من إخراج فوزي بن إبراهيم، وهو العمل الذي تمكن فيه ربيع وجاوت من حصد جائزة أفضل ممثل في إطار مهرجان المسرح المحترف 2023، وشارك إلى جانب كل من نصر دين جودي، بن دريسي كاميليا، حفيظة بن رازي، محمد الطاهر زاوي وممثلين آخرين.، إلى جانب مشاركته في مسرحية "القرص الأصفر" لربيع قشي (إنتاج لمسرح الجهوي معسكر)، ومسرحية "لالة عزيزة" (2015) التي أخرجها ميسوم لعروسي وأنتجت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث تقمص شخصية "مروان البحري"، ومسرحية "درب التبانة" لميسوم لعروسي... وغيرها، كما أخرج عدّة مسرحيات من بينها مسرحية "الغول بوسبع ريسان".. إلخ.
وبخصوص هذا التتويج عبر الممثل ربيع وجاوت عنه قائلا في حوار مع موقع المهرجان: "التتويج بعد عناء طويل جدا، ولو أنه تتويج إلا أن الظروف الصعبة التي تحيط بنا لا تسمح لنا بتذوق طعم الفرحة كما ينبغي، بسبب أخبار الموت أعتقد أن فرحة مثل هذه ممزوجة بالحزن لن يكون طعمها حقيقي."
وأضاف: "30 سنة من العمل المتواصل، صحيح أن هذا التتويج هو عرفان بمجهوداتي التي بذلتها إلا أنها ثمرة كفاح ومسار فني طويل وليست ثمرة جهد بذلته بالأمس، أعتقد أن التتويجات تأتي فقط عندما لا ينتظرها الفنان."
قليلٌ من الاعتراف
ويحيل هذا التصريح لربيع وجاوت إلى "نضاله" وربما معاناته في مجال الفن الرابع ببلاده، في ظل قلّة الأعمال المنتجة والوضع العام الذي يتخبط فيه المسرح الجزائري منذ سنوات، لكن الكاميرا أعادت الاعتبار لـ"عمّي برنو" الذي تألق في سلسلة "البطحة" مع الثنائي نبيل عسلي ونسيم حدوش.
ولربيع وجاوت مشاركات تلفزيونية محتشمة مثل مشاركته في المسلسل الدرامي "الخاوة" (2018) للمخرج التونسي مديح بلعيد، السلسلة الفكاهية "أنا كون جيت أنا" التي بثت على التلفزيون الجزائر في 2021، "دار الهواس" على قناة "الباهية" (خاصة)، إضافة إلى "البطحة" 2023 و2024 التي جعلته يحظى بحب الجزائريين وبشهرة واسعة بينهم بعد أن "مخفيا" لسنين طويلة.
خارج أسوار التمثيل، "عمّي برنو" متعلق بفعل الخير ومساعدة المحتاجين، حيث يعرف عنه أنه في كل سنة مع حلول شهر رمضان المبارك، يشارك مع الجمعيات "الخيرية" المحلية في توزيع وجبات إفطار على الصائمين وعابري السبيل في الطريق السيار شرق غرب.
