28-فبراير-2024
قمة الغاز في الجزائر

من قمة الغاز السادسة بالدوحة (الصورة: فيسبوك)

تتجه الأنظار إلى الجزائر التي تشهد خلال الساعات المقبلة بداية انعقاد القمة السابعة للدول المنتجة والمصدرة للغاز "أوابيك" بحضور كافة الدول الأعضاء، وسط مساع لجني مكاسب جديدة منها ضخ استثمارات مربحة وتحقيق سعر عادل للغاز.

يطرح الخبراء تساؤلا عن إمكانية أن تتحول منظمة "أوابيك" للدول المنتجة والمصدرة للغاز إلى مجموعة رسمية مماثلة لمنظمة "أوبك" للدول المنتجة والمصدرة للنفط

ووسط كل ذلك يطرح الخبراء تساؤلا عن إمكانية أن تتحول منظمة "أوابيك" للدول المنتجة والمصدرة للغاز إلى مجموعة رسمية مماثلة لمنظمة "أوبك" للدول المنتجة والمصدرة للنفط، تتخذ قرارات إلزامية لأعضائها وتضبط السعر والإنتاج والتموين في العالم، فهل يمكن أم يتحقق ذلك؟

منظمة "أوابيك" بالأرقام 

وبالعودة إلى منظمة الدول المصدرة والمنتجة للغاز، يؤكد الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي في إفادة لـ"الترا جزائر" أن هذه المنظمة التي تأسست سنة 2000 وتضم 19 دولة، منها 7 دول تحمل صفة عضو مراقب، استطاعت منذ تلك الفترة أن تكون رقما مهما في المعادلة الطاقية بامتلاكها 72 بالمائة من الاحتياطات الغازية، وأن تثبت قدرات كبرى في تسيير التموين العالمي بالغاز بكميات كبيرة، حيث تتربع هذه الأخيرة على 44 بالمائة من الغاز المنتج عالميا والذي يعود للمنتدى، 47 بالمائة منه غاز طبيعي و52 بالمائة غاز مسال وهو رقم مهم جدا.

 كما أن للمنتدى قدرات كبرى في تسويق الغاز عبر الأنابيب برقم يعادل 450 متر مكعب وقدرات عالية جدا لتسويق الغاز المسال، بحجم يعادل 240 طن متري، وتتحكم دول المنتدى في 240 سفينة لنقل الغاز عبر العالم، وهو رقم مهم في المعادلة الطاقية إذ تشير الدراسات إلى أن الغاز سينتقل من 22 إلى 26 بالمائة من المزيج الطاقوي الأكثر مبيعا في العالم عام 2050 كما أن إنتاج الغاز سيصل أكثر من 5460 مليار متر مكعب آفاق 2050، في حين أنه كان لا يتعدى 4000 متر مكعب سنة 2015.

ويشدد الحيدوسي على أن هناك تطور كبير سيشهده سوق الغاز عالميا خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن احتضان هذا اللقاء من طرف الجزائر دلالة على مكانتها في هذا المجال الغاز سواء من حيث الاحتياطات أو الأنابيب أو البنية التحتية أو حتى قدراتها على تسيير الغاز باعتبار أن الجزائر من الدول السباقة لتسيير هذا الملف على مستوى العالم.

هذا ما ستجنيه الجزائر من المنتدى

ويعتبر الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي أن الجزائر التي تركز على الغاز كطاقة للمستقبل، تتعامل من مبدأ أن احتضان هذا المنتدى فرصة مناسبة لخلق بيئة تحاور بين الدول الأعضاء، وهو ما سيلعب دورا مهما في تطوير سوق الغاز في المستقبل بتبني إستراتيجية طاقوية تكون وفق هذا التصور.

كما أن هذا المنتدى سيلعب دورا كبيرا في ضخ الاستثمارات اللازمة للسوق الجزائرية، باعتبار آن الغاز سيكون له أهمية أكبر في المستقبل.
ويشدد المتحدث: "هناك من الدراسات ما يثبت أنه سيكون في المستقبل القريب تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء وهو ما سيسمح باستشراف سوق الغاز في المستقبل، وتقاسم الأسواق التي تعرف التخمة وتلك التي تعرف نقص في المعروض مع توحيد وجهات النظر ، وتعزيز المنافع، الأمر الذي سينعكس على الدول المستهلكة بما يخدم سوق الغاز في العالم".

ويمكن أن تجني الجزائر من خلال هذا الاتفاق أيضا تدفق الاستثمارات على حقول الغاز للتنقيب والاستكشاف والاستغلال، حيث أنه نظرا لإمكانيات الجزائر المهمة في المجال الغازي وامتلاكها أنابيب كبرى نحو السوق الأوروبية وناقلات ثمانية تسيرها شركة سوناطراك واحتياطات كبرى في مجال الغاز  الطبيعي حيث تحتل المرتبة الثامنة عالميا، مع قدرات مهمة في مجال الغاز الصخري إذ تحتل المرتبة الثالثة عالميا، كل ذلك سيؤهلها لجني صفقات مربحة قريبا".

يمكن أن تجني الجزائر من خلال هذا الاتفاق أيضا تدفق الاستثمارات على حقول الغاز للتنقيب والاستكشاف والاستغلال

وعن الغاز الصخري، يقول الحيدوسي أن الدراسات أثبتت أنه بتطور التكنولوجيا يمكن استغلال هذا المورد بأمان وأريحية، إذ أن الغاز الصخري أصبح سلعة إستراتيجية، حيث حان الوقت المناسب اليوم لاستغلاله، مضيفا: "الغاز الصخري الآمن صديق البيئة سيحدث ثورة طاقوية في الجزائر"، مردفا: "الجزائر التي تمتلك معهدا تابعا لمنظمة أوابيك، ستستغل هذه الورقة لدخول غمار صناعات غازية جديدة وتكون ورقة مهمة في المعادلة الطاقوية في العالم عبر جلب استثمارات في مجالات مختلفة نظرا لامتلاكها هذا المورد المهم إذ من المعروف أن الطاقة عنصر مهم في مجال التصنيع".

معركة سعر الغاز

ويشدد الخبير الطاقوي أحمد طاطار على أن سعر الغاز يعد أحد أهم المعارك التي تسعى الدول العضوة في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للغاز "أوابيك" لجنيها.

ويؤكد الخبير الطاقوي في تصريح لـ"الترا جزائر" أن اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز المنتظر انعقاده بالجزائر، يرمي إلى خط سياسات وفتح أفاق جديدة لتصدير الغاز، وكذلك تفعيل عملية الإنتاج بشكل أكبر وبعث استثمارات جديدة تمتد إلى آفاق سنة 2050.

ويرى الخبير ذاته أن أحد أهم أهداف منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر تتمثل في خلق توافق بين الدول الأعضاء على سعر عادل للغاز، طارحا فرضية إمكانية أن يبقى سعر الغاز الطبيعي أو حتى المسال مرتبطا بسعر النفط أم يمكن البحث عن صيغ جديدة تحاكي الأبعاد الجيو إستراتيجية القائمة الآن.

ويتحدث الخبير أيضا عن إمكانية أن يصبح أيضا للمنظمة طابع أكثر رسمية لتصبح قراراتها إلزامية للدول الأعضاء مثل منظمة أوبك للدول المنتجة والمصدرة للنفط، مشددا على أنه لو تم اتخاذ قرار على هذا المستوى، فستكون قفزة هامة للدول المنتجة والمصدرة للنفط.