19-نوفمبر-2022

(الصورة: وكالة الأنباء الجزائرية)

كشف المؤرخ الفرنسي، مارك أندري، أنه غالبًا ما يتعذّر الوصول إلى أرشيف حقبة "حرب الجزائر" بالنسبة للباحثين والعائلات رغم تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتسهيل الأمر.

الرئيس الفرنسي أعلن سابقًا عن قرار فتح الأرشيف المتعلق بالثورة الجزائرية 15 سنة قبل موعد رفع السريّة

وقال أندري في عمود على صحيفة "لوموند" إنه: "بعد ثمانية أشهر من إعلان فتح جميع المحفوظات العامة الصادرة في سياق القضايا المتعلقة بحرب الجزائر، وتأكيد ماكرون على ضرورة منح المؤرخين حق الوصول الكامل إلى الأرشيف الخاص بتلك الفترة إلا أنه من الناحية العملية يظل الأمر صعبًا لكل من العائلات والمؤرخين."

وتابع: "دعونا نستشهد بقضية ابنة سجين جزائري محكوم عليه بالإعدام قرّرت قبل شهر الذهاب إلى الأرشيف الوطني للرجوع إلى ملف التحقيق الخاص بقضية والدها".

هنا، أبرز المتحدث أنه قد تم رفض منح حق الوصول للأرشيف الخاص بتلك القضية لأن هذا الأب الذي حوكم في عام 1960 عن عمر يناهز 20 عامًا و 6 أشهر، كان قاصرًا (كان أقل من 21 عامًا).

وأضاف المؤرخ الفرنسي أنه "كما مُنعت ابنة نزيل محكوم عليه بالإعدام من الوصول إلى الأرشيف في تشرين الأول/أكتوبر، ليس لأن والدها كان قاصرًا وقت اعتقاله، ولكن لأن زملاءه الجنود كانوا كذلك."

وأستدرك بالقول: "من المُسلم به أن المرسوم ينص على أن الوثائق المتعلقة بالقُصّر تظل خاضعة لفترة انتقال تبلغ مائة عام (25 عامًا في حالة الوفاة)، لكن هذا يثير عدة تساؤلات حول حقيقة فتح أرشيف حرب الجزائر".

وحسب المؤرخ الفرنسي، فإن فرنسا تتعمّد التمييز بين الأرشيف المتعلق بالحرب العالمية الثانية والثورة التحريرية الجزائرية،  قائلا: "من بين مطالب المؤرخين بشأن فتح الأرشيف، كانت هناك رغبة في التعامل مع الحرب العالمية الثانية والحرب الجزائرية بالطريقة نفسها غير أن الملاحظ هو أن هناك الاستثناء العام في الحالة الأولى، الذي اتخذ في عام 2015 لم يستبعد بأي حال مقاتلي المقاومة والمتعاونين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا من نطاقه من دون أن يشكل ذلك أي مشكلة منذ ذلك الحين".

وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، روزلين باشلو، قد أعلنت العام الماضي، عن قرار فتح الأرشيف المتعلق بالثورة الجزائرية 15 سنة قبل موعد رفع السرية.

وقالت باشلو في لقاء على قناة "بي أف أم" الفرنسية، سابقًا، وهي تعلن هذا القرار المنتظر منذ زمن طويل من قبل المؤرخين، أنه "لا يمكن بناء رواية وطنية على الأكاذيب."

وأوضحت وزيرة الثقافة الفرنسية، أن "تزوير التاريخ يقود لكل الانحرافات والاضطرابات وأنواع الكراهية"، مشيرة إلى أنه "عندما تصبح الوقائع متاحة ومعترفًا بها وخاضعة للفحص، يمكن حينها بناء تاريخ آخر ومصالحة."

وأضافت باشلو أن "هناك عدة أشياء يمكن إنجازها مع الجزائر فقط حول الحقيقة التي يوجد في قلبها مسألة الأرشيف."