24-فبراير-2024
الشيخوخة في الجزائر

الزهايمر من أشهر أمراض الشيخوخة في الجزائر

تشهد نسبة كبار السن الأكثر من 60 سنة في الجزائر ارتفاعا مستمرا، بسبب زيادة الأمل في الحياة الذي بات يتراوح بين 77 و80 سنة، نتيجة تحسن الرعاية الصحية وانتشار ثقافة الإقبال على العلاج، وهو ما يشير إلى وجود تحولات ديموغرافية في المجتمع، تفرض اهتماما أكبر بما يعرف بـ "أمراض الشيخوخة" التي تتطلب في هذا السن مرافقة طبية مستمرة ودعما نفسيا ومعنويا من العائلة والمجتمع.

تمثّل نسبة من تجاوزوا 60 سنة في الجزائر، حوالي 7.4% من إجمالي السكان

حاليا، تمثل نسبة من تجاوزوا 60 سنة في الجزائر، حوالي 7.4% من إجمالي السكان، وهم من الفئات الأكثر ضعفا والأقل تعليما، يعانون نوعا واحدا أو أكثر من الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان وغيرها. وتتيح السلطات لهذه الفئة تأمينا كاملا يسمح لهم باقتناء الأدوية مجانا، وهو ما يزيل عبئا ماليا كبيرا عنهم، ويمكنهم من متابعة مستمرة للعلاج الذي تتطلبه هذه المرحلة من السن.

علميا، تُعرَّف الشيخوخة بأنها التَّقدُّم في العمر مع ظهور بعض الأعراض الجسدية كظهور التجاعيد والشيب، وضعف البصر، والسمع، واحتمالية تقوس الظهر، والتغيرات في القدرات العقلية مثل عدم القدرة على التذكر أحيانا.

ومن أكثر أمراض الشيخوخة انتشارا في الجزائر، نجد الزهايمر والباركنسون وهشاشة العظام وأمراض المفاصل، والأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة مثل مرض السكري الذي يصيب العينين والأوردة والكلى وكذا ارتفاع الضغط الشرياني  الذي تؤدي مضاعفاته إلى الجلطة القلبية والدماغية والقصور القلبي.

في هذا التقرير نتعرف على أكثر أمراض الشيخوخة شيوعا في الجزائر:

ارتفاع ضغط الدم

يشكل مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني نسبة 23,6 بالمائة من الجزائريين البالغين ما بين 18 و69 سنة، أي بنسبة شخص من  4 أشخاص.و 62 من المائة في الفئة العمرية بين 60 و69 عاما، وأعلى معدل انتشار ارتفاع الضغط الدموي في أفريقيا.

وكما أن 53 بالمائة من المصابين به لا يمارسون أي نشاط رياضي، و 65 بالمائة يعانون من داء السكري و43 بالمائة من البدانة و11 بالمائة من العجز الكلوي و4 بالمائة من العجز في عضلة القلب. وأهم أسباب الإصابة بهذا المرض تتمثل في نمط الحياة غير الصحي لبعض الجزائريين، وغياب النمط الغذائي المتوازن والإفراط في استهلاك الملح والسكر، وقلة النشاط البدني والإدمان على التبغ، وكما يعتبر ارتفاع ضغط الدم مصدر الرئيسي لأمراض القلب.

الزهايمر وفقدان الذاكرة

مرض الزهايمر يعتبر من بين الأمراض التي تصيب الإنسان مع تقدمه في السن و يستلزم العلاج عند بداية ظهور أعراضه الأولى لتفادي تعقد الحالة. والنسبة الأكبر من المصابين بهذا المرض في الجزائر هم نساء بمعدل حالتين مقابل حالة واحدة لرجل، ولكن تعقيدات هذا المرض تكون أكثر بكثير عند الرجال. ويصيب المرض أعمار دون الـ50 سنة، حيث إن 10 بالمائة من الإصابات تمس الفئة ما بين 45 سنة إلى 50 سنة، فيما النسبة المئوية الكبرى تعود إلى فئة عمرية تجاوزت الـ65 سنة. ومن أعراض الإصابة بالزهايمر اضطرابات النسيان، التي تظهر 5 سنوات قبل الإصابة الحقيقية بالزهايمر.

تعد وحدة علاج مرض الزهايمر بولاية البليدة في الجزائر الوحيدة من نوعها على المستوى الوطني، بمستشفى "فرانس فانون" والتي بدأت نشاطها سنة 2017، وهي مقصد للكثير من  المرضى وعائلاتهم من جميع ولايات الوطن، لتلقي العلاج لإبطاء تطور المرض بتوفير بروتوكولات وبمرافقة من مختصين بالصحة العقلية والنفسية، من احل التعايش مع المرض ومواجهة التغير السلوكي .

السكري

يُعدّ مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في الجزائر،حيث 14.4% من الجزائريين الذي تتراوح أعمارهم بين 18 و 70 سنة مصابين بداء السكري، و11.3% هم من من كبار السن، و كان المصابون بداء السكري أكثر عرضة لتعقيدات جائحة كورونا، وظهرت حالات جديدة بسبب الوباء. يزداد خطر الإصابة بمرض السكري مع تقدم العمر، حيث يبلغ معدل الإصابة 20% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عامًا، و 30% بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا. مع تقدم العمر تصبح قدرة الجسم على إفراز الأنسولين أو استخدامه بشكل فعال أقل كفاءة. بالإضافة  أن قلة النشاط البدني واتباع نظام غذائي غير صحي من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وكما أن وجود أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، والعوامل الوراثية لأن وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري يزيد من خطر الإصابة به.

التهاب المفصل الروماتويدي

يعد التهاب المفاصل المتعدد من أكثر أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة شيوعًا وأمراض المناعة الذاتية الأكثر شيوعًا، حيث يصيب حوالي 300000 شخص في الجزائر،  ويصيب 3 نساء مقابل رجل واحد ويظهر في سن الأربعين. 

وهو مرض مزمن يتطور من خلال هجمات متتالية،  ومع كل نوبة وفي غياب العلاج الفعال، تلتهب المفاصل وتتعرض لخطر المزيد من الدمار، وكما أنه إحدى الأمراض المناعة الذاتية والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي مكوناته حتى يتلفها. العوامل الوراثية مسؤولة عن 30% من حدوث المرض، وعوامل أخرى هرمونية، بالإضافة الى استهلاك التبغ، والنظام الغذائي الغير صحي، وبعض العوامل النفسية مثل الصدمة العاطفية.