17-يونيو-2023
تبون

(الصورة: Getty)

أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنّ "رهان الرئيس الفرنسي ماكرون ينطوي في محاولة تحقيقه تقارب مع الجزائر على مجازفة وتبقى نتائجه غير مؤكدة"، وهو ما ظهر من خلال اختيار الرئيس تبون زيارة روسيا بدل فرنسا كما كان مقررًا، وفقها.

دبلوماسي فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية: زيارة الرئيس تبون إلى موسكو لا تثير بالضرورة استياء باريس

وذكّرت "فرانس برس" بأنّ "تبون كان سيزور بالأساس فرنسا حيث كان سيحظى باستقبال حافل مع مواكبة خيالة الحرس الجمهوري له من مجمع  ليزينفاليد إلى قصر الإليزيه."

ووصفت برقية الوكالة المراسم التي كان سيحظى بها تبون بـ "مراسم كانت ستشكل رمزًا قويًا لبلد يسعى إلى الاعتراف الدولي، ولا سيما في القوة الاستعمارية السابقة."

"غير أن الزيارة المقررة في بادئ الأمر في مطلع أيار/ماي أرجئت إلى حزيران/جوان وسط مخاوف من أن تعرقلها تظاهرات الأول من أيار/ماي في فرنسا احتجاجًا على قانون إصلاح النظام التقاعدي ولا سيما رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما"، وفق ما أوضحت في ذلك الحين مصادر متطابقة، تقول "فرنس برس".

وأوضح المصدر بأنّه "ولم يؤكد عبد المجيد تبون بعد ذلك زيارته التي كان يفترض أن تكرس التقارب بين البلدين بعد الكثير من الأزمات الدبلوماسية المتتالية"، فيما اكتفت الرئاسة الفرنسية بالقول إن الطرفين "يجريان محادثات لتحديد تاريخ يكون مناسبا"، مؤكدة بصورة غير مباشرة إرجاء الزيارة مجددًا.

ووفق "فرانس برس" فإنّه "بمعزل عن الصداقة التي يبديها الرئيسان، تبقى العلاقة بين فرنسا والجزائر مطبوعة بالريبة وسوء التفاهم والخلافات الماضية المكتومة."

وهنا نقلت الوكالة الفرنسية الرسمية عن مصدر دبلوماسي (فرنسي) بأنّ "كل ذلك يبقى رغم أنّ كل شيء غير مؤكد ورهن التقلبات ومتناقض إلى حدّ بعيد".

وأشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أنّ "زيارة تبون إلى موسكو لا تثير بالضرورة استياء باريس"، مردفًا: "الجزائر وسيط، طرف يمكنه التحدث مع آخرين لا نتحدث نحن معهم. يمكن القول في نهاية المطاف أن كونها تتحدث إلى الروس أمر جيد".

وفي تصريح لـ"أ.ف.ب"، قال إبراهيم أومنصور، خبير في معهد "إيريس" أن "زيارة تبون إلى فرنسا قبل 18 شهرًا من الانتخابات الرئاسية الجزائرية ما كانت لتصب لصالحه ربما."

وتابع: "الجزائر مرشحة للانضمام إلى "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) تفضل ربما تفادي أي سوء تفاهم قد تثيره زيارة إلى باريس".

والأسبوع الماضي، قالت صحيفة "لوباريزيان" إن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لفرنسا قد تتأجل إلى الخريف بعدما كانت مُقررة هذا الشهر.

وأبرزت الصحيفة نقلًا عن مصادر دبلوماسية، أن "تأجيل الزيارة إلى خريف هذا العام واردٌ بسبب صعوبة تحديد موعد بالنظر للأجندة المكثفة للرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون."

وفي حال تأجيل الزيارة، فسيكون ذلك الثاني، بعد أن كانت مقررة بين الثاني والخامس أيار/ماي، ولم تتم بسبب عدم  اكتمال تحضير الملفات المتعلقة، وفق ما ذكرته الصحافة الفرنسية وقتها.

ومؤخرًا، أعلنت شخصيات فرنسية معروفة تأييدها لمطلب إلغاء اتفاقية 1968 من بينها رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب ورئيس مجلس الشيوخ الحالي جيرالد لارشي.